أخبار مصر

خطاب الرئيس السيسي.. رسالة توازن وثقة في المستقبل

 

بقلم: الدكتور محمد رزق –

عضو مجلس الشيوخ

كل مرة يتحدث فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشعب نكتشف أننا أمام قائد لا يخاطب الأذن بقدر ما يخاطب الوعي
كلمة الرئيس خلال احتفالية تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة لم تكن مجرد تهنئة تقليدية، بل جاءت لترسم ملامح الثقة بين القيادة والشعب في لحظة فارقة من تاريخ الوطن.

حمل الخطاب طابع الطمأنينة والمسؤولية، خاصة حين قال الرئيس عبارته التي لامست وجدان المصريين: ما تقلقوش من أي تحدي أو تهديد.. طول ما إحنا مع بعض.
تلك الجملة البسيطة في ظاهرها تحمل في جوهرها فلسفة كاملة لإدارة الدولة في مواجهة الأزمات فلسفة تعتمد على أن قوة مصر ليست في مواردها فقط بل في تماسك شعبها ووحدته.

الرئيس السيسي يعلم تمامًا أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن أي معركة ميدانية، ولذلك كان تركيزه واضحًا على بث روح الأمل والثقة في نفوس المواطنين، في وقت تتزايد فيه محاولات بث الإحباط والتشكيك.
إنها رسالة وطنية مفادها أن الرهان الحقيقي على وعي المصريين، وعلى قدرتهم على التمييز بين من يبني ومن يهدم.

تحدث الرئيس بصدق وشفافية حين قال إن الوضع الاقتصادي يتحسن يومًا بعد يوم وهو تصريح لا يقوم على التجميل أو المبالغة، بل على رؤية مدعومة بجهدٍ مستمر وإصلاح متراكم.
لقد تجاوزت مصر بالفعل المراحل الأصعب، ودخلت مرحلة التحسن التدريجي المبني على استقرار داخلي وسياسات متوازنة، وهو ما يلمسه الجميع في مؤشرات العمل والإنتاج والاستثمار.

أما عن مبادرة «المعايشة» التي دعا الرئيس إلى دراستها، فهي في تقديري خطوة عميقة نحو ترسيخ فكرة الشراكة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الأمنية.
فحين يعيش الشباب داخل بيئة الشرطة أو الجيش، يتعلم معنى الانضباط والانتماء ويتأكد أن هذه المؤسسات ليست كيانًا منفصلا، بل جزء من نسيج المجتمع ذاته.

جاءت إشارة الرئيس إلى الجهود المصرية المستمرة لدعم غزة بمثابة تأكيد جديد على ثبات الموقف المصري، وأن القاهرة كانت ولا تزال بوابة السلام العادل في المنطقة.
كما أن دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة مصر بعد تحقيق التهدئة تعكس دبلوماسية متزنة تجمع بين الثقة والمرونة، وتُظهر أن مصر تتحدث من موقع الفعل لا من موقع المتفرج.

إن خطاب الرئيس السيسي لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل وثيقة وطنية متكاملة، توازن بين البناء الداخلي والدور الإقليمي، وتضع المواطن في قلب مشروع الدولة.
لقد حملت كلمته مزيجًا من الواقعية والأمل، ومن الحزم والإيمان بالمستقبل، وهي المعادلة التي ميزت مسيرة مصر في السنوات الأخيرة.

وفي النهاية، أستطيع أن أقول بثقة إن خطاب الرئيس السيسي هو دعوة جديدة للتماسك والعمل، ورسالة إلى كل مصري بأن الوطن يسير في الطريق الصحيح، وأن المستقبل مهما كانت التحديات سيكون أفضل طالما بقينا على قلب رجل واحد.

اظهر المزيد