اي امريكا التي يسعي إليها ترامب

بقلم/هاني عبدالقادرسليمان
السؤال الكبير الذى بات يشغل الكثيرين فى العالم، إن على مستوى الساسة أو الخبراء أو المثقفين أو العامة، هو: ما الوجهة التى تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية راهنا؟ وقد بدا أن اليمين المتطرف قد علا نجمه، وبات ممثلوه فى الحزب الجمهورى هم الأشد قوة، والأعلى صوتا فى الساحة السياسية. وترافق ذلك مع تراجع صورة أمريكا بوصفها المعقل الأول للتنوير ودولة القانون وحقوق الأفراد والديمقراطيه الراسخة.
ربما ليس دقيقا القول إن هذه الظاهرة بدت تباشيرها مع انطلاق الحملات الصاخبة للرئيس دونالد ترامب خلال الثمانى أعوام الماضية، وانتشار شعارى «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» و«أمريكا أولا»، ووجدت تعبيرها الفج فى اجتياح حفنة من مناصرى الرئيس ترامب مبنى الكونجرس فى العام 2021، بل جذورها ضاربة فى زمن أبعد من ذلك. ففى عقد الثمانينيات من القرن الماضى اعترت السياسة الأمريكية تغيرات عاصفة بدت وكأنها أشبه ما تكون بنهر هائج يستحيل التنبؤ بمساره ومعرفة حدود حركته. وقتذاك لم يقف خلف هذه التغيرات ثلة من الخبراء أو جماعة من المفكرين يستندون إلى أيديولوجيا بعينها بقدر ما كان محركها قوى صغيرة فاعلة ومتفاعلة على مستوى القواعد الشعبية.والمآلات التى انتهت إليها السياسة الأمريكية حاليا، بما فى ذلك صعود نجم الرئيس ترامب نفسه، لا يمكن فهمها على نحو دقيق من دون استكشاف طبيعة هذه القواعد الشعبية ونسيجها الاجتماعى. والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تتمثل فى تقصى بدايات الانحراف الحاد نحو اليمين فى معقل الحزب الجمهورى نفسه،